السبت، 25 أكتوبر 2008

شجرة الطفولة

نحو تلك الشجرة تتدافع خطواتنا
تتعالى ضحكاتنا ، يُرجع الصدى همس كلماتنا !
في صباح ذلك اليوم المشرق الغائم مضينا للتلال
نتسابق بوجه مرح و عيون رسمتها الامال
مرغ الوحل اقدامنا ، لكننا لا نبالي !
فنحن نمضي لتلك الشجرة لنستند على جذعها ، وننعم بدفء ظلها
شجرة عالية ايلاعب غصنها الهواء .
شجرة مخضرة اللون صباحا ً و مساء .
ترسل عصافيرها في كل فجر لنسلك سبيل ربنا اليها ..
تدعونا لنمرح ونلعب بفرح .
اذكر عندما بحت لها بسري و حفظته .
اذكر عندما شهدت على صداقتنا واختلافنا و اجتماعنا !
اذكر عندما حفرت وحفرت عند قدمها الثابتة في ارض قاسية لأخبئ من الحلوى قطع !
كانت ترمقني بحب و حنان
وعندما اجبرت على الوداع زف اليها وعدي ان لا انساها و ان طال الزمان
كانت قد تشبصت بقلبي كتشبصها بتلك الارض القاسية !
لم تكن مجرد شجرة فقد حملت في طيات اوراقها ذكرياتي ..
لقد كانت لي معلم اكبر !
علمتني الصبر و السخاء .
علتني الحب و العطاء .
كنت ازف لها تهاني العيد مع عصفور !
افتقدت العصفور سنين طويله .. فقد اشغلتني عنهم واجبات ثقيلة !
لم ادرك بأني قد كبرت ، وافتقدت العصفور على ذات يوم فقررت ان امضي للشجرة رغم المطر !
بفكر مشغول و قلب تتراقص شراينه ، و اذا بجسدي يتعثر بحجر !
ولكني لا ابالي فاني امضي الى شجرتي ( شجرة الطفولة )
ذهبت اليها بخطوات عجولة .
كانت ثيابي بالمطر مبتلة ، ولا اناس بالطريق الا قلة
و اخيرا قد توقف المطر واتضحت رؤيتي
وبعد تعب السعي و عناء الجري
لمحت التلال .. رُسمت البسمة على وجهي لبلوغ المنال ..
خلعت حذائي كما كنت افعل في طفولتي و انتعلت التراب !
و بدأت الركض معلنة قدومي رغم فراقنا لسنين
وما ان وصلت الى محط اقدام الشجرة .. فاذا بسمتي قد غابت !!!!
فلم اجد الا حاطما ً و رجلين قد شق تقاسيم وجههما خطوط موعرة ، حتى اصبحت ملامحهم مبعثرة !
كانوا يحملون حطبا كثيرا ، وقد تركوا لي جزء ً سفليا ً صغيرا ً !
حينها علمت بأني قد وصلت ( متأخرة ) !!
لتبقى لي هذه الذكرى تجر من ورائها العبرة تلو العبرة ..
فقد قطعت شجرتي ( شجرة الطفولة ) فهل انا على قطعها مسؤلة ؟؟